languageFrançais

'إن شاء الله ولد' يفتتح سلسلة العروض الأردنية في أيام قرطاج السينمائية

افتتحت السينما الأردنية، أمس الأحد، فعالياتها ضمن الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية بالعاصمة تونس، حيث استضافت قاعة سينما الأفريكا العرض الأول لسلسلة الأفلام الأردنية المدرجة ضمن قسم "سينما تحت المجهر". هذا القسم، الذي أُقيم بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، يهدف إلى تسليط الضوء على تطور السينما الأردنية وثرائها الثقافي، حيث يضم البرنامج 12 فيلماً متنوعاً ما بين روائي طويل، وثائقي طويل، وروائي قصير.  

رؤية فنية رفيعة
 
وخلال حفل الافتتاح، أشار السفير الأردني في تونس عبد الله أبو رمان إلى أن الأردن يشهد "نهضة حقيقية للسينما"، مؤكداً أن الأعمال الأردنية تنقل السردية العربية بأسلوب حديث ومميز. كما دعا السفير صناع الأفلام لزيارة الأردن واستغلال جغرافيتها الغنية التي جعلتها وجهة مميزة لتصوير الأفلام العالمية.

وأشاد السفير بجمهور قرطاج التونسي، واصفاً إياه بـ"الفنان والناقد" الذي يمتلك رؤية فنية رفيعة.  

فيلم "إن شاء الله ولد" من "كان" إلى "قرطاج "

ضمن العروض الأولى، تم تقديم فيلم "إن شاء الله ولد"للمخرج أمجد الرشيد. ويناقش الفيلم ثقافة الميراث في المجتمع الأردني، مسلطاً الضوء على معاناة المرأة التي تُحرم من حقوقها في الملكية بسبب التقاليد المجتمعية.

كما يضم الفيلم طاقماً مميزاً من الممثلين، منهم منى حوا، هيثم عمري، يمنى مروان، وسلوى نقارة.

جذب  الفيلم جذب اهتمام الجمهور التونسي والنقاد بفضل تناوله الجريء لقضية اجتماعية حساسة. 

حيث شارك الفيلم في الدورة الـ76 للمهرجان عام 2023، وهو إنجاز تاريخي للسينما الأردنية.

يسلط الفيلم الضوء على قضايا اجتماعية حساسة في المجتمع الأردني، خاصة تلك المتعلقة بالميراث وحقوق المرأة، ويحكي قصة نوال التي تواجه تحديات كبيرة بعد وفاة زوجها، إذ تُهدد بفقدان منزلها بسبب قوانين الميراث.

إلى جانب ذلك، الفيلم حظي بإشادة دولية خلال عرضه في المهرجان، ما يعكس تطور السينما الأردنية ومكانتها المتزايدة على الساحة العالمية.


تطور السينما الأردنية

وفي تصريح  لـ"موزاييك"، أعرب أحمد الخطيب، مدير الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، عن سعادته بمشاركة السينما الأردنية في هذا الحدث الكبير. 

وأكد الخطيب  أن هذه المشاركة تأتي تتويجاً لتطور السينما الأردنية خلال العشرين عاماً الماضية بفضل جهود الهيئة الملكية.

كما أشار محدثنا إلى أن هذه الدورة تضمنت مشاركة تسعة مخرجات ومخرجين أردنيين، مما يعكس تنوع وثراء المواهب الأردنية. 

وأضاف أحمد الخطيب أن الهيئة تعمل على تعزيز البنية التحتية للسينما الأردنية وتوفير ميزانية سنوية لدعم الإنتاج، حيث يتم تخصيص مليون دولار سنوياً لدعم مشاريع التصوير في الأردن.  

أحمد الخطيب، مدير الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وجه دعوة  للجمهور التونسي خلال فعاليات الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية، لحثه على التعرف على السينما التونسية ومتابعة إنتاجاتها المميزة.

التبادل الثقافي

وأكد الخطيب أن السينما التونسية تتمتع بتاريخ طويل من الإبداع والتميز، وتعد من أبرز الصناعات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا، مشيراً إلى أهمية التبادل الثقافي بين الشعوب العربية من خلال السينما كوسيلة للتعبير الفني ونقل التجارب المجتمعية.

وفي سياق حديثه، كشف الخطيب أن الأردن أصبح وجهة جاذبة لصناعة السينما العالمية، حيث يتم تصوير العديد من الأفلام الدولية حالياً في المملكة، مستفيداً من التنوع الجغرافي الفريد الذي تقدمه البلاد.

وأوضح أن الطبيعة الخلابة للأردن، من الصحراء إلى المناطق الجبلية، بالإضافة إلى المواقع الأثرية الشهيرة مثل مدينة البتراء ووادي رم، جعلت منها بيئة مثالية لإنتاج الأفلام العالمية الكبرى، مشيراً إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تقدم تسهيلات ودعماً لصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم لتعزيز حضور الأردن على الخريطة السينمائية الدولية.  

وأضاف الخطيب أن هذه الأعمال العالمية لا تعزز فقط سمعة الأردن كموقع تصوير مميز، بل تساهم أيضاً في دعم الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للمواهب الأردنية في مجال صناعة الأفلام. 

وتمنى أن تكون هذه المشاركة الأردنية في أيام قرطاج السينمائية فرصة لتقريب الجمهور التونسي من السينما الأردنية وتطوير شراكات فنية مستقبلية بين البلدين.

برنامج الأفلام الأردنية ضمن أيام قرطاج السينمائية:

الأفلام الروائية الطويلة: 
- "إن شاء الله ولد" – أمجد الرشيد (2023)  
- "ذيب" – ناجي أبو نوار (2014)  
- "بنات عبد الرحمن" – زيد أبو حمدان (2021)  
- "الحارة" – باسل غندور (2020)  
- "فرحة" – دارين ج. سلام (2021)  
- "إن شاء الله استفدت" – محمود المساد (2016)  

الأفلام الوثائقية الطويلة:  
- "حلوة يا أرضي" – سارين هيراباديان (2023)  

الأفلام الروائية القصيرة: 
- "وذكرنا وأنثانا" – أحمد اليسير (2023)  
- "الحرش" – فراس الطيبة (2023)  
- "سكون" – دينا ناصر (2023)  
- "البحر الأحمر يبكي" – فارس الرجوب (2023)  
- "ترويدة" – موني أبو سمرا  (2023)  


تؤكد المشاركة الأردنية في أيام قرطاج السينمائية على الدور المتنامي للسينما الأردنية في تعزيز الهوية الثقافية العربية ونقل قضايا المجتمعات بأسلوب إبداعي يلقى صدى لدى الجمهور العربي والعالمي.

صلاح الدين كريمي